شرشيرة: الحرب في غزة خلّفت جدلا غير مسبوق في ألمانيا حول حدود حريّة التعبير.. والأحداث ستؤثر على مستقبل المغاربة والمسلمين

 شرشيرة: الحرب في غزة خلّفت جدلا غير مسبوق في ألمانيا حول حدود حريّة التعبير.. والأحداث ستؤثر على مستقبل المغاربة والمسلمين
حوار - المهدي هنان
الأحد 5 نونبر 2023 - 12:01

سامي شرشيرة هو باحث وسياسيّ مغربيّ يحمل الجنسية الألمانية، عمل قبل بضع سنوات مستشارا لوزارة الداخلية الألمانية، مكلفّا بملف الهجرة والإسلام والاندماج، يُقيم بمدينة دوسلدورف، حيث يعدّ واحدا من أنشط المغاربة والعرب الذين قادت رياح الحياة سفنهم نحو آفاق بعيدة، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، تمكّنوا من نسج علاقات معقّدةٍ ومتينةٍ مع صناع القرار داخل هذا البلد الأوروبي، ليكونوا صوت من هم على شاكلتهم من القادمين من جنوب الأطلسي.

هاجر شرشيرة، إلى جانب أفراد عائلته الصغيرة وهو ما يزال في سن الـ15 سنة فقط، يعملُ، إلى جانب نشاطه المدني والسياسي في مجال الهجرة، باحثا في جامعة أوسْنَابْرُوكْ بالمدينة التي تحمل نفس الإسم بألمانيا، ويهتم بنفس مجال عمله، إذ نشر العديد من الأبحاث العلمية حول الموضوع، بعضها باللغة العربية، من بينها "الخدماتُ الاجتماعية المحترفَة للجالية المسلمة في ألمانيا"، و"النّبضاتُ الإسلامية للمنظومة الاجتماعية في ألمانيا".

يتحدث شرشيرة، في هذا الحوار، عن تداعيات الحرب بغزة على أوروبا بشكل عام وألمانيا على وجه الخصوص، التي شهدت احتجاجات عارمة داعمة للقضية الفلسطينية بعضها مُنع وبعضها الآخر سُمح به، ويُعطينا صورة عن كيف يمكن أن تؤثّر هذه الأحداث على حياة المغاربة والعرب والمسلمين بهذه البقعةِ الجغرافية، خاصة أنه لأول مرة، حسب ما يشدّد عليه شرشيرة، تخلق هذه الأحداث الأليمة نقاشا حادا داخل المجتمع الألماني حول فلسفة حرية الرأي والتعبير، على اعتبار أن إحدى الولايات بألمانيا قامت بمنع ارتداء الكوفية الفلسطينية، على سبيل المثال، داخل المدارس الحكومية، معتبرةً إياها رمزا لدعم الإرهاب.

ويُفصّل المستشار السابق لوزارة الداخلية الألمانية في كيف يمكن أن تربح حركات اليمين المتطرف بأوروبا نقاطا سياسيّة إضافية عقب هذه الأحداث، وهو ما من شأنه أن يعطيها دفعة جديدة تؤهلها لتصبح، في سنوات قليلة، القوة السياسية الأولى بألمانيا، سيناريو يقول شرشيرة إنه في حال حصوله، سيكون بمثابة الكارثة على المغاربة وعرب ومسلمي ألمانيا، كما يعطينا المتحدث ذاته صورة عامّة عن الخطوط العريضة لسياسة الهجرة الجديدة التي تتّجه الدولُ الأوروبيّة، بقيادةِ ألمانيا، نحو تطبيقها قريبا، وكيف يُمكن أن تنعكس هذه السياسة على معيش الجالية المغربية والمسلمة، وعلى المهاجرين الجدد وطالبي اللجوء الباحثين عن حياةٍ جديدةٍ في إحدى دول القارّة العجوز.

الجزء الأول من هذا الحوار المطول، نقف من خلاله على انعكاسات تطورات القضية الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، داخل المجتمعات الأوروبية، وتأثيرات ذلك على الجاليات العربية والمسلمة، وفي مقدمتها الجالي المغربية

- تعيش فلسطينُ المحتلّة، وخاصة غزة، على وقع عدوان إسرائيلي أسقط آلاف الضحايا، بينهم مئات من الأطفال، وفي المقابل، تعيشُ أوروبا وألمانيا، احتجاجاتٍ عارمةٍ لدعم القضية الفلسطينية، بعضها عرف مناوشاتٍ مع الشرطة وأحداثَ شغبٍ، كيف هو الوضع بشكل عامّ؟  

هذا الصراع، كما تعلمون، ليس جديدا، فالوضع متوتّر منذ حوالي 75 سنة، وفي كل مرّة يتوتّر فيها الوضع، كما هو حاصل حاليا، تُقام الاحتجاجات والمظاهرات بألمانيا، وينقسمُ المجتمع الألماني بين مؤيد لفلسطين وداعم لإسرائيل، فالوضعُ ينعكس بالخصوص على الجالية المسلمة هنا، خاصة بمدن كبيرة كبرلين وإسْنْ، التي بها جاليات عربية عريضة، كما أن هناك جالية فلسطينية كبيرة بألمانيا.

لكن ما يمكن أن نعتبره جديدا، خلال هذه الأحداث الأخيرة، هو أن هناك جدلاً مجتمعياً على حدود حرية الرأي والتعبير، فهناك تغيّرات جديدة لم نعرفها في الماضي، فعلى سبيل المثال، وزيرة التعليم في حكومة ولاية برلين قامت بمنع الكوفية الفلسطينية بالمدارس الحكومية، وهذا نوع من التصعيد الذي لم نعرفه سابقا، كما أن بعض المظاهرات التي كانت مؤيدة لغزة عرفت المنع وأخرى تمت محاولة منعها من قبل الشرطة لكن القضاء الألماني أنصف المتظاهرين وأسقط قرارات المنع هذهِ.

بشكل عامّ، السياسة الألمانية معروفٌ توجّهها، وهو ليس موقفا جديدا، فهي تدعم حق وجود الشعب الإسرائيلي والدولة الإسرائيلية، وهذا الموقف هو من الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الألمانية، وذلك راجع لتاريخها في ما يخصّ النازية وما يُعرف بالهولوكوست "المحرقة اليهودية"، فالسياسة الألمانية واضحة كل الوضوح في هذا الشأن، وفي نفس الوقت، تَعتبرُ برلين أن الصراع الفلسطيني القديم الجديد لا بد من أي يُحلّ على مستوى الأمم المتحدة، وهي تدافع عن حل الدولتين كما عبّرت على ذلك وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، مؤخرا، عندما أعلنت عن منحة بـ 50 مليون يورو لفائدة غزة كمساعدة إنسانية بعد القصف الإسرائيلي على المدينة.

- هل سيمكّن الوضع الحالي التيارات اليمينية المتطرفة بأوروبا من ربح مزيد من النقاط السياسية، بعدما ارتفعت أسهُمها خلال السنوات الأخيرة؟ 

أكيد، فاليمينُ المتطرّف بألمانيا، على سبيل المثال، بقيادة حزب "البديل من أجل ألمانيا"، له موقف واضح من معاداة الإسلام والمسلمين والأجانب عامّة، فأيّ موقف قد يساعده على هذا الهدف سيتبنّاه بشكل أوتوماتيكيّ، ولا ننسَ أن هدف هذا التيار هو طردُ الإسلام والمسلمين من ألمانيا، إذ يدعي أنه كلما فَتحت ألمانيا أبوابها للاجئينَ جدد أو هاربينَ من حروبٍ، من الطائفة المسلمة كالسوريين أو العراقيين مثلا، فهي تستورد بذلك معاداةَ السّامية، فهذه أطروحتهُ، وهي تنبني على أن كل المسلمين والعرب معادين للسامية ومعادين لإسرائيل بالضرورة، وهذا أمر من نسج خيالهم فقط، ولا علاقة له بالواقع، فهدفهم يبقى هو بثّ التخوّف داخل المجتمع الألماني من الإسلام والمسلمين، وتساعدهم، للأسف، بعض الأحداث التي تقع بالشرق الأوسط على تحقيق أهدافهم السياسية هذه.

- ماذا عن المهاجرينَ المغاربة والمسلمين، هل ستتأثّر وضعيتهم ومعيشهم بهذه الأحداث الأخيرة بفلسطين المحتلة، وتداعياتها على الدول الغربيّة؟

اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو تشريعيا، لا أعتقد أن هذه الأحداث سيكون لها أثر كبير على هذه الفئة، لكن ما يمكنني أن أشدّد عليه، مرة أخرى، أن هذه الأحداث خلقت جدلا كبيرا وعامّا داخل المجتمع الألماني وفتحت النقاش حول حدود حرية التعبير. فالذي يرتدي الرموز الفلسطينية، مثلا، هناك محاولة للفهم ما إذا كان يدعم فلسطين أو يتجاوز ذلك لدعم منظمات إرهابيّة، أو حينما يتظاهر البعض ويناشدون الحرية للشعب الفلسطيني، فهل ذلك نابعٌ من دعم الشعب الفلسطيني أو هو معاداةٌ للشعب اليهودي ومعاداةٌ للساميةِ؟ فهذه مثّلا هي الخطوط العريضة للجدل الدائر حول حرية الرأي والتعبير، والتي، فعلا، تعتبرُ ظاهرةً جديدة ولم يُحسم فيها الأمر بعد، فهناك لحد الساعة تيّاران، الأول مع منع هذه المظاهرات وهذه التأييدات للشعب الفلسطيني والثاني مع السماح بها، وهذا التيّار الأخير هو من فضّل الذهاب للقضاء ليسقط قرارات المنع التّي طالت بعضَها. 

- ما فهمتُ منكم هو أن هذا الجدل الدائر حاليا بألمانيا حول حدود حرية التعبير، تستبعدون إمكانية ترجمته إلى قرارات أو قوانين قد تؤثر على وضعية المهاجرين المسلمين؟ 

كلُ شيء ممكن في نهاية المطاف، فكما أسلفتُ، الأمر لم يحسم بعد، وحاليا لا أستطيع توقّع أين ستتجه الأمور، فبخصوص قضية منع الكوفية الفلسطينية بالمدارس الحكومية بولاية برلين، من الممكن أن يُسحبَ القرارُ كما من الممكن أن يعمّمَ على ولايات أو مدن أخرى، وهذا الأمر له علاقة بالمدارس بصفة مباشرة، مع ما تمثله من قيم بالنسبة للمجتمع الألماني، فهذه الأخيرة كانت ساحة مهمة لهذا الجدل الدائر بعد أحداث غزة، وشهدت حوادث أخرى -غير قضية منع الكوفية- كالاعتداء الجسدي الذي تعرض له تلميذ داخل الفصل من قبل أستاذه بسبب حمله للرّاية الفلسطينية داخل حجرة الدراسة.

فدائما التلاميذ العرب أو الفلسطينيون يحبّون دعم فلسطين بعد كل حادث مماثل، ولهذا تبقى المدرسة فضاءً ذا أهمية يعكس ما يعتمل داخل المجتمع من آراء، وللمفارقة، فالمدارس خلال هذه الأحداث الأخيرة أخذت حصة الأسد من الاهتمام، بينما لم تسجل داخل الجامعات أي حوادث مماثلة إلى حد الساعة، إلا أنه، في نهاية المطاف، كما قلت سابقا، الأحداث انعكست على المجتمع برمّته، داخل المدرسة، وفي الشارع، وفي الإعلام وغيره. 

- المضايقاتُ التي تعرض لها بعض المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، لم تقتصر على العامة، بل طالت حتى مشاهيرَ، وخاصّة لاعبي كرة القدم. كالمغربي نصير مزراوي، لاعب بايرن ميونخ، والفرنسي كريم بنزيما، الذي اتهمه وزير الداخلية الفرنسي بأن له علاقة بـ"الإخوان المسلمين"، وكذا الجزائري يوسف عطال الذي تعرض للتوقيف من قبل ناديه نيس الفرنسي، وقد يواجه عقوبة جنائية. كيف ترون ذلك؟        

هذا الأمرُ ليس بجديد، فاللاعبون خاصة، عندما يعطون رأيهم في موضوع ما، أو يتهمون بشيء ما، يكون حولهم جدل كبير، فَهُمْ، في نهاية المطاف نجومٌ ورموزٌ للشباب وفي المجتمع، ولهم قاعدة واسعة من الجماهير التي يمكن أن تتأثر بهم وبآرائهم، وحتى ما رأيناه من الأمثلة التي ذكرتم وغيرها، فهي تختلف من قضية لأخرى، فما حصل مع مزراوي ليس هو ما وقع مع بنزيما مثلا، فقضية الأخير دفعت بعض الأصوات من داخل الدولة للمطالبة بأن تسحب منه الجنسية الفرنسية حتى

وفي ألمانيا، يمكنني التأكيد على أن مثل هذا الجدل على اللاعبين ليس جديدا، فهناك حالات مماثلة عشناها في الماضي، ليست كلها مرتبطة بقضايا الشرق الأوسط، لكنها كانت بنفس الحدة ونفس الكيفية: لاعبون يعبرون عن آراء سياسية وتعلق عنهم الصحافة وتتهمهم بأشياء معينة، ويتدخل النادي ويتواصل مع الرأي العام... وفي بعض الحالات لم يُتخذ في حق اللاعبين أي إجراء، بينما في حالة لاعبين آخرين اضطروا لفسخ عقودهم مع النادي الذي يمثلونه.

وجدير بالذكر أنّه توجدُ في ألمانيا شبكات واسعة لتشويه سمعة المسلمين والدعوة للكراهية كما وثقت ذلك وزارة الداخلية الفيدرالية لألمانيا في آخر تقرير لها على معاداة الإسلام و المسلمين، هذه الشبكات التي تقوم بالبروباغندا، تستهدف بالأساس المؤسسات الإسلامية ونسبة كبيرة من الأشخاص المسلمين ذوي المناصب المرموقة في المجتمع الألماني.

- نعرفُ أن حكومات الدول الغربية، وجزء كبير من إعلامها يدعمون إسرائيل في حربها على الفلسطينيين، ماذا عن الرأي العام داخل هذه الدول؟ 

هذا يختلف حسب مفهومنا للرأي العام، فالصحافة في ألمانيا، على سبيل المثال، تتبنّى الرأي الرسمي الذي تعبر عنه الدولة الألمانية، وهو مساندة إسرائيل، وحق وجود الدولة والشعب اليهودي، وحق الدفاع عن النفس... وحتى إذا ما أخذنا رأي مؤسسات أخرى كالكنائس مثلا أو النقابات وغيرها، سنجد أنها كذلك تنسجم مع نفس الموقف الرسمي/ أما الجدل، أي تباين الآراء بين مدافع عن فلسطين وداعم لإسرائيل ومحايد، فيقتصرُ فقط على المجتمع المدني، وليس على المؤسسات الحكومية. 

- ما أقصده، في الحقيقة، بالرأي العام هم المواطنون على وجه التحديد..

نعم، نفس الشيء، ينقسمون بين مؤيد ومعارض وصامت عن رأيه أو من ليس له رأي أصلا، وليس هناك معيار لقياس نسبهم، فالأمر صعب، لكن الاختلاف والجدل موجود طبعا، ويختلف الأمر بين ألمانيا ودول أوروبية أخرى، بطبيعة الحال، فعدد الجاليات الإسلامية بألمانيا، كبير، هذا صحيح، لكن لا يمكن مقارنتها بفرنسا التي تتوفر على الملايين من هذه الفئة، فالمجتمع بذلك، يكون أقرب للقضايا التي تمس هذه الجاليات.

- هناك من الأوروبيّين من يدعم إسرائيل بشكل أعمى، هل يرجع ذلك لجهلهم بطبيعة الوضع على الأرض؟ 

بالنسبة لألمانيا الوضع يختلف شيئا ما، فمواقفها تبقى حالة خاصة ربما داخل أوروبا، وذلك للأسباب التاريخية التي سبق وذكرناها، فالبنسبة لمنطق الدولة، لا يمكن إلاّ دعمُ إسرائيل، وهو موقف نابع من نوع من الإحساس بالذنب إزاء عهد النازية وما فعلته في اليهود.

فإذا استمعتَ للسياسيين الألمان، ستجدُ أن هذا ما يعبّرون عنه بكل وضوح: نحن لدينا تاريخ معين خلال الحرب العالمية الثانية، ونحن السبب في تهجير اليهود من أوروبا، لذا علينا محاولة إصلاح ما قمنا به، وبالنسبة للمواطنين، أعتقد أنه في الزمن الذي نعيشه، أصبح كل شيء متوفراً لمعرفة حقيقة الوضع في مكان معيّن، هناك وسائل الإعلام الرسمية، وهناك الشبكة العنكبوتية، ومن يريد تثقيف نفسه فالمعلومات متاحة، ولا يمكن أن نتحجّج بأنها غير متوفرة أو شيء من هذا القبيل.   

- ماذا عن الدول الأوروبية التي سارعت لتجميد مِنحها الإنسانيّة الموجّهة لفلسطين مباشرة بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس"، هل تتوقعُ أن يتم التراجع عن ذلك؟

الصراع ما يزال في بدايته، والكل يتوقع أن يطول شيئا ما، لبضعة أسابيع أخرى على أقل تقدير، لهذا من الصعب التكهن بما يمكن أن يقع، لكن، على كل حال، ستكون هناك قوى دولية مضطرّة لمساعدة الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة، إذ لا يمكن أن يُترك الناس لمصيرهم محاصرين داخل قطاع غزة، هذا شيء لن يكون مقبولا، فلا بد أن تكون هناك مساعداتٌ إنسانية وطبيّة وغيرُها، أما تركُ الناس لتموت هكذا، فلا أعتقد ذلك.

- بالرغم من الجدل داخل أوروبا، وبالرغم من التضييق، هناك تضامنٌ كبيرٌ من الأوروبيين ومن عدد كبير من اليهودِ مع الفلسطينيين خلال هذا العدوان الأخير على مدينة برمّتها، هل هو نوع من تغيّر في الآراء إزاء هذا الصراع؟ 

شخصيا، لا أرى تغيّرا كبيرا بالنسبة لهذا الأمر مقارنة مع السنوات الماضية. فدائما، خلال أي أحداث مماثلة في فلسطين، ما تكون هناك مظاهراتٌ مساندة لإسرائيل وأخرى مؤيدةٌ للشعب الفلسطيني ولاستقلاله، فأنا دائما ما أرى هذا الزخم كل مرة تحصل فيها توترات، وبنفس الحدة ونفس الإشعاع تقريبا، حتى بالنسبة لليهود الذين يساندون القضية الفلسطينية ويعترضون على الحكومة الإسرائيلية وسياساتها، هي أيضا صور ليست جديدة، بل حتى في إسرائيل هناك حركة سلام كبيرة تحاول الاعتراض على سياسة الدولة العبرية، بل حتى من الحقل الديني اليهودي، هناك من يعارض السياسات الرسمية بهذا الخصوص.

لهذا أقول، حسب ما آرى، إنه ليس هناك تغير كبير بين الأمس واليوم حول هذه النقاط المشار لها، يبقى الجديد، هنا في ألمانيا على وجه الخصوص، كما أكدتُ على ذلك سابقا، هو هذا النقاش الكبير حول حدود الرأي والتعبير بخصوص القضية الفلسطينية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجر العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...